حديث : " عليكم بالشفاءين : العسل ، والقرآن " .
[ حديث ضعيف مرفوعا ]
روي من طريقين عن عبد الله بن مسعود :
الطريق الأول : رواية أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله بن مسعود :
و رواه عن أبي إسحاق كلا من :
1- سفيان الثوري : فرواه عن سفيان كلا من :
أ- زيد بن الحباب : أخرجه ابن ماجه (3452) ، و الطبراني كما في "الدر المنثور" (5/144) – و عنه أبي نعيم في "الطب النبوي" (691) – ، و ابن عدي في الكامل (4/166) – و من طريقه البيهقي في الشعب" (2581) – ، و الحاكم في "المستدرك" (7435) ، و أبي نعيم في "الحلية" (7/133) ، و البيهقي في "السنن الكبرى" (9/579) ، والخطيب البغدادي في "تاريخه" (11/384) عن زيد بن الحباب عن سفيان الثوري عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله بن مسعود مرفوعا .
قال ابن عدي : وهذا مرفوع عن الثوري يعرف من حديث زيد بن حباب عنه وقد حدث به أبو عبد الرحمن الأذرمي عن زيد أيضا مرفوعا وأظن أن القاسم بن زكريا المقري حدثناه عن الأذرمي وقد رفعه سفيان، عن وكيع، عن أبيه عن الثوري وسفيان عنه فيه ما فيه، ولا يعتمد على روايته، ولا يحفظه عن وكيع، ولا عن غيره من أصحاب الثوري إلا موقوفا.
وقال الحاكم : " هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وقد أوقفه وكيع بن الجراح عن سفيان " .
وقال أبو نعيم : "غريب من حديث الثوري ، تفرد به عنه زيد بن الحباب" .
وقال البيهقي : "رفعه زيد بن الحباب و الصحيح موقوف على ابن مسعود " ، و قال أيضا : " رفعه غير معروف ، والصحيح موقوف ، ورواه وكيع عن سفيان موقوفا ".
ملحوظة : قال الحاكم في "المستدرك" (8225) : أخبرنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا عبد الله بن محمد بن إسحاق عن [ ... ] الأحوص عن عبد الله رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم : "عليكم بالشفائين : العسل والقرآن " .
قال الحاكم : " هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه " .
قلت : وقع سقط في هذا الاسناد ، فان عبد الله بن محمد بن إسحاق هو أبو عبد الرحمن الأذرمي ، وقد روى الحديث عن زيد بن الحباب ، عن سفيان الثوري به ، أخرج ذلك أبو نعيم في الحلية ، و الخطيب في تاريخه .
ب- وكيع بن الجراح : أخرجه ابن عدي في "الكامل" (4/480) عن سفيان بن وكيع عن أبيه ، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "عليكم بالشفاء العسل شفاء من كل داء والقرآن شفاء لما في الصدور "
قال ابن عدي : "وهذا يعرف عن الثوري مرفوعا من رواية زيد بن الحباب عن سفيان وأما من حديث وكيع مرفوعا لم يروه عنه غير ابنه سفيان والحديث في الأصل عن الثوري بهذا الإسناد موقوف" .
قلت : و هذا اسناد ضعيف جدا فيه :
1- سفيان بن وكيع : صدوق في نفسه ، الا أنه ابتلى بوراق سوء يسمى قرطمة ، فنصح فلم يرجع ، فاستحق الترك ، فروايته لا يعول عليها .
2- المخالفة : خالفه أبو بكر بن أبي شيبة ، فرواه عن وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص قال : قال عبد الله : "الشفاء شفاءان : قراءة القرآن وشرب العسل" فأوقفه ، أخرجه الحاكم في "المستدرك" (7436) .
ج - يحيى القطان ، و أبو حذيفة : أخرجه الدارقطني في"العلل" (915) : حدثنا محمد بن سهل بن الفضيل، حدثنا عمر بن شبة، حدثنا يحيى، عن سفيان الثوري موقوفا ، و أشار الدارقطني لرواية أبو حذيفة ، ثم قال : "وهو الصحيح " ، أي موقوفا على ابن مسعود .
2- شعبة بن الحجاج : أخرجه الدارقطني في الأفراد كما في أطراف الغرائب و الأفراد (4/133) عن الحسين بن عياش .
و الخطيب البغدادي في "تاريخه" (11/384) – و من طريقه ابن عساكر في "تاريخه" (41/316)– : أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب، حدثنا أبو الحسين علي بن الحسن بن جعفر بن العطار- بالمخرم- حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسين بن جعفر الخثعمي .
كلاهما (ابن عياش ، و أبو جعفر) من طريق أبي كريب محمد بن العلاء ، عن زيد بن الحباب عن شعبة عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله بن مسعود مرفوعا .
قال الدارقطني : " تفرد به الحسين بن عياش عن أبي كريب محمد بن العلاء عن زيد بن حباب عن شعبة عنه" .
قلت : و هو كما قال ، لانه و ان كان أبو جعفر الخثعمي ثقة مأمونا ، الا أن متابعته واهية ، لأن في الطريق اليه علي بن الحسن المخرمي ، و هو كذاب يضع الحديث .
قلت : ثم أن أبي كريب قد خولف خالفه شبابة بن سوار فأوقفه ، أخرجه أبي نعيم في "الطب النبوي" (690) : حَدَّثَنا عبد الله بن جعفر ، حَدَّثَنا أبو مسعود ، حَدَّثَنا شبابة ، عَن شعبة ، عَن أَبِي إسحاق ، عَن أَبِي الأحوص ، عَن عَبد الله قال : " عليكم بالشفاءين : العسل والقرآن ".
قلت : وهو الصواب ، و رواية شعبة عن أبي إسحاق لها فائدتها في أننا نأمن من تدليسه .
قال شعبة : " كفيتكم تدليس ثلاثة الأعمش وأبو إسحاق وقتادة " .
3- إسرائيل بن يونس : أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (6/1957) عن الحسن بن عطية ، و البيهقي في "السنن الكبرى (9/579) عن عبيد الله بن موسى .
كلا من ( ابن عطية ، و عبيد الله) عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: " في القرآن شفاءان : القرآن والعسل ؛ القرآن شفاء لما في الصدور ، والعسل شفاء من كل داء" .
قال البيهقي : " هذا هو الصحيح موقوف ، ورواه أيضا الأعمش عن خيثمة والأسود عن عبد الله موقوفا ".
الطريق الثاني : رواية الأعمش ، عَن خيثمة بن عبد الرحمن ، عَن الأسود ، عَن عَبد الله بن مسعود :
أخرجه القاسم بن سلام في "فضائل القرآن" (ص 57) عن النضر بن إسماعيل .
و ابن أبي شيبة في "المصنف" (7/166) عن أبو معاوية .
و الحاكم في المستدرك (7423) ، و أبو نعيم في "الطب النبوي" (689) عن محمد بن عبيد .
فرواه النضر بن إسماعيل [ و هو ضعيف ] ، عن الأعمش، عن خيثمة بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن مسعود موقوفا .
و رواه أبو معاوية [ وهو ثقة ] عن الأعمش ، عن خيثمة ، عن الاسود ، عن عبد الله بن مسعود موقوفا .
و رواه محمد بن عبيد [ و هو ثقة الا أنه كان يخطىء و لا يرجع عن خطئه ] ، و اختلف عنه :
فرواه عبد الله بن جعفر ، عن أبو مسعود ، عن محمد بن عبيد ، عن الأعمش ، عَن خيثمة ، عَن الأسود ، عَن عَبد الله .
و رواه أبو العباس محمد بن يعقوب ، عن الحسن بن علي بن عفان ، عن محمد بن عبيد ، عن الأعمش عن خثيمة والأسود قالا : قال عبد الله .
كلهم بلفظ : " عليكم بالشفائين : القرآن والعسل ".
قلت : و الصواب رواية أبو معاوية و من وافقه ، و مع ذلك فالأعمش مدلس و قد عنعن .
قلت : و الحديث عزاه السيوطي في الدر المنثور (5/144) لسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه وابن جرير .