حديث : " لاَ يَزْدَادُ الأَمْرُ إِلاَّ شِدَّةً ، وَلاَ الدُّنْيَا إِلاَّ إِدْبَارًا ، وَلاَ النَّاسُ إِلاَّ شُحًّا ، وَلاَ تَقُومُ السَّاعَةُ إِلاَّ عَلَى شِرَارِ النَّاسِ " ، و في بعض الروايات بزيادة : "وَلاَ مهدي إِلاَّ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ " .
[ حديث منكر مرفوعا ]
حديث أنس بن مالك : روي من ثلاثة طرق :
الأول : أخرجه ابن ماجه في "سننه" (4039) ، و ابن الفرضي في "تاريخ علماء الأندلس" (2/118-119) ، والحاكم في المستدرك (8363) ، و أبو سعيد الماليني في "الأربعون في شيوخ الصوفية" (ص 175) ، و أبو نعيم في "الحلية" (9/161) ، و أبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (217) و (409) و (589) ، و القضاعي في "مسنده" (898) ، و (899) ، و الخليلي في "الارشاد" (1/425) ، والبيهقي في "معرفة السنن" (14/476) ، و في "بيان خطأ من أخطأ على الشافعي" (ص 297 و 298) ، و ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (1041) ، و الخطيب البغدادي في "تاريخه" (4/443) ، و الخلعي في "السادس من الخلعيات" (رقم 31-مخطوط) ، وأبو الحسين الطيوري في "الطيوريات" (2/340-انتقاء السلفي) و نجم الدين النسفي في "القند في ذكر علماء سمرقند" (ص 207) ، و أبو زرعة المقدسي في "صفوة التصوف" (ص 170) ، و الجورقاني في "الأباطيل و المناكير و الصحاح و المشاهير" (299) ، و ابن عساكر في "تاريخه" (43/190) و (47/516-518) ، و ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1447) و ابن البخاري في "مشيخته" (935 و 936) ، و عبد المؤمن بن خلف الدمياطي في "الأول من معجم شيوخه" (رقم 10 – مخطوط) ، و المزي في "تهذيب الكمال" (25/148) ، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" (10/67) ، وفي "تذكرة الحفاظ" (2/527-528) ، وابن السبكي في "طبقات الشافعية" (2/171-172) ، وابن حجر في "الأربعين المتباينة بشرط السماع" (ص121) ، و غيرهم .
كلهم من طريق الشَّافِعِيُّ [ و هو ثقة امام ]
و أخرجه البيهقي في "بيان من أخطأ على الشافعي" (ص 300) من طريق يحيى بن السكن [ضعفه صالح بن جزرة ، و اتهمه غيره ]
و أخرجه القضاعي في "مسنده" (900) ، و أبو زرعة المقدسي في "صفوة التصوف" (ص 171) من طريق زيد بن السكن ، [قال الأزدي : منكر الحديث ]
و أشار السبكي في "طبقات الشافعية الكبرى" (2/173) لمتابعة علي بن الزيد اللحجي [و الصواب أنه علي بن زياد اللحجي] .
( الشافعي و زيد بن السكن ، و يحيى بن السكن ، و عَلى بن الزيد اللحجى) عن مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْجَنَدِيُّ، عَنْ أَبَانَ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مرفوعا .
قال النسائي :" هَذَا حديث منكر" .
و قال أبو نعيم :" غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ الْحَسَنِ، لَمْ نَكْتُبْهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ الشَّافِعِيِّ وَاللَّهُ أَعْلَمُ" .
وقال البيهقي :"قَالَ أَحْمَدُ: وَقَدْ رَوَاهُ صَامِتُ بْنُ مُعَاذٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ السَّكَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُنْدِيِّ، فَمُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ يَنْفَرِدُ بِهِ، وَقَدْ حَدَّثَ بِهِ مَرَّةً، عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلًا. وَهَذَا الْمَتْنُ بِأَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، أَشْبَهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ"
و قال السبكي :" وَالصَّحِيح فِيهِ أَن الجندى تفرد بِهِ" .
و قال أَبُو بَكْرِ بْنُ زِيَادٍ: وهَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ.
و قال صامت بن معاذ : " عدلت إلى الجند مسيرة يومين من صنعاء فدخلت على محدث لهم فطلبت هذا الحديث فوجدته عنده عن محمد بن خالد الجندي عن أبان بن أبي عياش عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله " ،
و تعقبه البيهقي فقال :" فَإِنْ كَانَتِ الرِّوَايَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ صَحِيحَةً، وَقَدْ رَوَاهُ مَرَّةً أُخْرَى بِخِلَافِهَا كَانَ هَذَا تَخْلِيطًا مِنْ جِهَتِهِ بِرِوَايَتِهِ مَرَّةً هَكَذَا، وَمَرَّةً هَكَذَا، إِلَّا أَنَّ فِيَ صِحَّتِهَا عَنْهُ نَظَرٌ فَإِنَّهُ عَنْ مُحَدِّثٍ مَجْهُولٍ" .
قلت : و هذا اسناد منكر فيه :
1- محمد بن خالد الجندي : و هو مجهول الحال ، و توثيق يحيى بن معين لم يثبت اسناده .
2- تفرد محمد بن خالد الجندي به ، و تفرده مع جهالته مما لا يحتمل .
الثاني : أخرجه الطبراني في "المعجم الصغير" (485) ، و أبو طاهر المخلص في "سبعة مجالس من أماليه" (26) ، و الحاكم في المستدرك (8364) ، وأبو الحسين الطيوري في "الطيوريات" (2/410-انتقاء السلفي) ، و ابن الجوزي في "مشيخته" (ص 194-195) ، و أبو زرعة المقدسي في "صفوة التصوف" (ص 171) ، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" (20/400) ، و ابن رجب الحنبلي في "ذيل طبقات الحنابلة" (2/184) .
كلهم من طريق مبارك بن سحيم عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك مرفوعا به .
قال الطبراني :" لم يروه عن عبد العزيز بنو صهيب إلا مبارك بن سحيم" .
قلت : و هذا اسناد ضعيف جدا فيه مبارك بن سحيم البناني البصري و هو متروك منكر الحديث .
الثالث : أخرجه عبد الملك بن حبيب في "أشراط الساعة" (5) قال : وَحَدَّثَنِي الْمَكْفُوفُ عَنِ الْعَلاءِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لا يَزْدَادُ الأَمْرُ إِلا شِدَّةً وَلا الْوُلاةُ إِلا غِلْظَةً وَلا يَزْدَادُ النَّاسُ إِلا شُحًّا وَلا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلا عَلَى شِرَارِ النَّاسِ.
قلت : و هذا اسناد ساقط فيه القاسم بن عبد الله المكفوف و هو متهم بالوضع .
حديث أبي أمامة الباهلي : أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (7757) ، و في "مسند الشاميين" (1941) ، و أبو زرعة المقدسي في "صفوة التصوف" (ص 171) : حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ الْحَارِثِ .
و هذا اسناد ضعيف فيه بكر بن سهل ، و عبد الله بن صالح كاتب الليث و هما ضعيفان .
و أخرجه ابن عدي في "الكامل" (8/145) ، و الحاكم في "المستدرك" (8359) ، و البيهقي في "بيان من أخطأ على الشافعي" (ص 302) ، و القضاعي في "مسنده" (901) من طريق مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَارِثِ الدِّمَشْقِيُّ .
و هذا اسناد ضعيف فيه العلاء بن الحارث وهو صدوق رمي بالقدر ، و قد اختلط .
و أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (7894) قال : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِقَالٍ الْحَرَّانِيُّ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الْمَلِكِ .
و هذا اسناد ضعيف جدا فيه أحمد بن عبد الرحمن الحراني و هو ضعيف ، و أبو عبد الملك و هو علي بن يزيد الألهاني و هو ضعيف منكر الحديث ، بل و تركه النسائي و البرقاني و غيرهما .
كلهم ( كثير ، و العلاء ، و أبي عبد الملك ) من طريق الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ مرفوعا بلفظ : «لَا يَزْدَادُ الْأَمْرُ إِلَّا شِدَّةً، وَلَا الْمَالُ إِلَّا إِفَاضَةً، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا عَلَى شِرَارِ خَلْقِهِ» أو بنحوه .
قال الحاكم : " هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه " .
حديث عمران بن الحصين : أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (7/262) : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سَلْمٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ التُّرْكِيُّ، ثنا إِدْرِيسُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا يَحْيَى بْنُ ضُرَيْسٍ، ثنا مِسْعَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ مرفوعا بلفظ :"«إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ لَا يَزْدَادُ إِلَّا شِدَّةً , وَلَا يَزْدَادُ النَّاسُ إِلَّا شُحًّا , وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا عَلَى شِرَارِ النَّاسِ» .
قال أبو نعيم : "تفرد به إدريس، عن يحيى".
قلت : وإدريس هذا لم أجد له ترجمة، وقد تفرده به .
حديث معاوية بن الحكم : أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (835) ، والبيهقي في "بيان من أخطأ على الشافعي" (ص 301) كلهم من طريق مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ : أَنَّ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَوْمَى بِيَدِهِ إِلَى ظَهْرِهِ: «بَعَثَنِي اللَّهُ وَالسَّاعَةَ، وَلَنْ يَزْدَادَ الْأَمْرُ إِلَّا شِدَّةً، وَلَنْ يَزْدَادَ النَّاسُ إِلَّا شُحًّا، وَلَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ إِلَّا عَلَى شِرَارِ النَّاسِ» .
قلت : و هذا اسناد ضعيف لأن سماع الحسن البصري من معاوية بن الحكم لا يثبت .
مرسل الحسن البصري : أخرجه نجم الدين النسفي في "القند في ذكر علماء سمرقند" (ص104) فقال : و به عن أبي سعد قال : حدثني محمد بن سلمان الحداد قال : حدثنا محمد بن أحمد قال : أخبرنا سلمة بن محمد الخزاندي قال : حدثنا سعيد بن منصور المكي قال : حدثنا حماد بن زيد عن هشام بن حسان قال : قال الحسن ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم مرسلا .
و تابعه أيضا جرير بن حازم أشار لهذه المتابعة أبو الفتح الأزدي في كتاب "الضعفاء" كما نقل عنه الحافظ ابن حجر في "التهذيب" (9/145) ، قال الأزدي : "وحديثه ـ أي محمد بن خالد ـ لايتابع عليه، وإنما يحفظ عن الحسن مرسلاً، رواه جرير بن حازم".
وقال أبو زرعة المقدسي في "صفوة التصوف" (سقط من المطبوع ، و مكانه ص 171 ، و قد كتب المحقق "غير مقروء" ) :"وَرَوَاهُ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَوْلَهُ مُخْتَصَرًا " فجعله من كلام الحسن البصري نفسه .
مرسل أصحاب مصعب بن صدقة : أخرجه أبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (307) قال : حَدَّثَنَا ابْنُ عَفَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ التَّغْلِبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْنَاقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ صَدَقَةَ، عَنْ بَعْضِ، أَصْحَابِهِ , يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَزْدَادُ السُّلْطَانُ إِلَّا صُعُوبَةً , وَلَا يَزْدَادُ النَّاسُ إِلَّا فَسَادًا , وَلَا يَزْدَادُ الْمَالُ إِلَّا إِفَاضَةً , وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا عَلَى شِرَارِ خَلْقِهِ» .
قلت : و هذا اسناد ضعيف فيه :
1- مصعب بن صدقة القرقساني لا يعرف.
2- وأصحابه مبهمين .
3-الارسال : لأن القرقساني يروي عن التابعين .
1- مصعب بن صدقة القرقساني لا يعرف.
2- وأصحابه مبهمين .
3-الارسال : لأن القرقساني يروي عن التابعين .
كلام معاذ بن جبل : أخرجه نعيم بن حماد المروزي في "الفتن" (44) ، و أبي بكر بن الخلال في "السنة" (1/93) ، و أبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (5/272) ، و ابن بطة في "الابانة الكبرى" (1/182) ، و ابن البنا البغدادي في "الرسالة المغنية" (ص 39) ،
كلهم من طريق صفوان بن عمرو قال حدثني عمرو بن قيس عن عاصم بن حميد السكوني عن معاذ بن جبل رضى الله عنه قال أما إنكم لن تروا من الدنيا إلا بلاء وفتنة ولن يزداد الأمر إلا شدة ولن تروا أمرا يهولكم أو يشتد عليكم إلا حقره بعده ما هو أشد منه" أو بنحوه .
قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل : اللهم رضنا ، مرتين .
قلت : وهذا اسناد صحيح موقوفا .
قلت : وهذا اسناد صحيح موقوفا .
كلام مكحول الشامي : أخرجه عبد الجبار الخولاني في "تاريخ داريا" (ص 74) : حَدَّثَنَا ابْنُ مَلَّاسٍ، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ شُعَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، قَالَ: «لَنْ تَزْدَادَ الْأُمَّةُ إِلَّا شِدَّةً، وَلَا تَزْدَادُ الْوُلَاةُ إِلَّا غِلْظَةً، وَلَا يَزْدَادُ الْمَالُ إِلَّا إِفَاضَةً، وَلَا يَزْدَادُ النَّاسُ إِلَّا شُحًّا، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا عَلَى شِرَارِ الْخَلْقِ»
قلت : و هذا اسناد صحيح ، رجاله ثقات .